تراهنت
امرأة عجوز مع ابليس على ان كيدها يفوق كيده وأخبرها أبليس بأنه سوف يعترف
لها بذلك ان استطاعت ان تفعل ما يفوق فعله فذهبت المرأة الى شاب وأعطته
بعض النقود وأمرته ان يصحبها بعض الوقت دون ان يسألها عما تفعله ووافق
الشاب على ذلك فأخذته ودخلت عند بائع قماش وأخذت تبكي عنده ثم قالت :
أن ابني يحب امرأة وقد طلب مني ان احضر قطعة من القماش يهديها الى تلك
المرأة وهددني بالضرب ان لم أحضر له قطعة القماش . فأشفق عليها الرجل
وأعطاها قطعة من القماش ثم أخذت قطعة القماش وذهبت بمفردها الى بيت التاجر
الذي اعطاها القطعة وعند باب البيت اصطنعت انها تعثرت في حجر وسقطت على
الارض فاشفقت زوجة التاجر عليها واخذتها عندها ثم دخلت لتصنع لها قدحاً من
الشاي وفي تلك اللحظه أخفت العجوز قطعة القماش في سرير الزوج فلما عاد
الزوج في المساء وتصادف ان رأى قطعة القماش في سريره لم يساوره شك في ان
زوجته تحب ابن المرأة العجوز فلم يتوان عن طردها وخرجت الزوجة في الظلام
فقابلتها العجوز واصطنعت الاشفاق عليها فاخذتها الى بيتها لتبيت عندها حتى
الصباح وكان الشاب انذاك يستريح في بيتها وعند ذلك خرجت العجوز واستدعت
رجال الشرطة لتستعين على طرد رجل وامرأة دخلا بيتها بدون اذن فجاء رجال
الشرطة وقبضوا على الشاب وزوجة التاجر وأودعوهما السجن ، عند ذلك ذهبت
العجوز الى ابليس وقالت له (لقد ربطت وعليك ان تحل) فأجابها ابليس قائلاً
(بل عليك ان تحلي انت حتى اعترف لك بالمقدرة على الاحتيال ) وذهبت العجوز
الى السجن وهي تحمل وعاء على رأسها وأستأذنت في زيارة الشاب وزوجة التاجر
وهناك في السجن طلبت من الزوجة ان ترتدي ملابسها وان تحمل الوعاء وتهرب
وهربت الزوجة دون ان يلاحظها احد ولما جاء الحراس بعد ذلك ليصحبوا المرأة
والرجل الى المحكمة اخبرتهم العجوز انها سيقت مع ابنها الى السجن دون سبب
فأطلق الحراس سراحها مع الشاب ثم ذهبت العجوز الى تاجر القماش وطلبت منه
قطعة قماش أخرى لان الاولى قد نسيتها في بيت امرأة صالحة استضافتها عندما
رأتها قد سقطت في الطريق وعند ذلك علم التاجر انه تسرع في الحكم بخيانة
زوجته وردها بعد ان تأسف لها